التحذير من إبطال الصدقات بالمن والأذى
والحاصل أن من وفقه الله لإحسانه، وأعانه على صلة أرحامه، فليعلم أنها هداية من الله خصه بها، ووفقه إليها. فحذار حذار أن يُبطل ثواب صلته وإحسانه، بامتنانه بلسانه، فإن الامتنان بالصلة والإحسان، يبطل ثوابه بالسنة والقرآن يقول الله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ﴾ [البقرة: 264]. فالـمن: هو أن يمتن عليه بها، فيقول، فعلت فيك كذا وفعلت كذا. والأذى هو أن يكثر من ذكرها في الـمجالس على سبيل الامتنان، وتعداد الإحسان، والله يقول: ﴿قَوۡلٞ مَّعۡرُوفٞ وَمَغۡفِرَةٌ خَيۡرٞ مِّن صَدَقَةٖ يَتۡبَعُهَآ أَذٗىۗ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٞ ٢٦٣﴾ [البقرة: 264]. والعلماء يعدون الامتنان بالإحسان أنه غاية في الدناءة والرذالة والهوان.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (53) صلة الأرحام وكونها من الأعمال الميمونة في بَسط الرّزق وبركة الأعمار - المجلد (7)