الترغيب في الصيام
الصيام بما أنه طاعة للرحمن، وعلامة على صحة الإيمان، فإنه من أسباب الصحة للأبدان كما في الحديث أن النبي ﷺ قال: «صوموا تصحوا» وروي: «أن لِكُلِّ شَىْءٍ زَكَاةٌ وَزَكَاةُ الْبَدَنِ الصَّوْمُ» ومن الـمشاهد الـمحسوس أن الذين يتطوعون بالصيام، أنهم من أنعم الناس بالاً وأصحهم أجسامًا، وأطولهم أعمارًا، وأقدرهم على معاناة الأشغال الشاقة؛ لأن الله يعطيهم على الطاعة قوة ونشاطًا ولأن للطاعة ضياء في الوجه، ونورًا في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في الجسم، ومحبة في قلوب الناس. يقول الله تعالى: ﴿وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُمَتِّعۡكُم مَّتَٰعًا حَسَنًا إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى﴾ [هود: 3].
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي ﷺ بثلاث خصال: أن أصلي ركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام، وأن أصوم من كل شهر ثلاثة أيام.
فمن وفقه الله للعمل بهذه الخصال الثلاث؛ التي من جملتها صيام ثلاثة أيام من كل شهر، سواء كان من أوله، أو من وسطه، كالأيام البيض، أو من آخره؛ لأن اليوم بعشرة أيام بموجب التضعيف. فصوموا يومًا شديدًا حره لحر يوم النشور، وصلوا في ظلمة الليل لظلمة القبور، وتصدقوا بصدقة السر لشر يوم عسير.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (33) فضل رَجب وشعبَان - المجلد (6)