المسلم لا يقنط من رحمة الله ويترك الدعاء
متى كان الدعاء عبادة بل هو مخ العبادة والـمسلم مخلوق للعبادة، فلا ينبغي له أن يستبطئ الإجابة ويقول: قد دعوت ودعوت فلم يستجب لي، فيكسل عند ذلك وييأس فيترك الدعاء. لأن هذا من باب القنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله، فإن الله سبحانه هو أعلم بمصالح عباده، فقد يدعو الإنسان بشيء من حظوظ الدنيا وسعة الرزق، وكثرة الـمال والعيال ولو استجيب له، وعجلت له دعوته لكان فيه محض مضرته وهلاكه؛ لأن الله سبحانه يحمي عبده الـمؤمن من بعض الأشياء التي يتمناها ويشتهيها رحمة منه؛ لأنها لو حصلت له لأفسدت عليه دينه ودنياه ﴿وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡ﴾ [البقرة: 216]. ومن دعاء بعض السلف: اللهم أعطيتني مما أحب، فاجعله عونًا لي على ما تحب. اللهم ما زويت عني مما أحب، فاجعله فراغًا لي فيما تحب.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (18) فضل الدّعاء وكونه يَدفع شَر القدَر والقضَاء - المجلد (6)