قوة الإيمان أقوى رادع عن ارتكاب المنكرات
هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم لم يكن إقلاعهم (عن شرب الخمر) ثقيلاً في نفوسهم لكون قَوة الإيمان هي أعظم وازع وأقوى رادع عن ارتكاب المنكرات وشرب المسكرات.
لن ترجع الأنفس عن غيّها
ما لم يكن منها لها زاجرُ
وقد شرع الله الصيام لمغالبة النفس والشهوة والهوى، فيصبر عما حرم الله عليه من كل ما يشتهيه من الطعام والشراب والوقاع والخمر والدخان، حتى لو ضرب المسلم على أن يستبيح الفطر في نهار رمضان، لما استباح الفطر أبدًا، لكون المؤمن يلجم نفسه بلجام التقوى ويكفها من مراتع الغيِّ والردى حتى تتعود الصبر على طاعة الله، ثم الصبر عما حرم الله، والنفس من صاحبها، فإن أطمعها في فنون المشتهيات وأرخى لها العنان في تناول المطاعم والمشارب المحرمات طمعت واشتهت، وإن ألجمها بلجام التقوى وكبحها عن مشارب الغي والردى سلت وسمحت وانقادت.
وما النفسُ إلا حيث يجعلُها الفتى
فإن أُطمعت تاقت وإلا تسلَّتِ
و ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّاهَا ٩ وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّاهَا ١٠﴾ [الشمس: 9-10].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - المسكرات والخمور وما يترتب عليها من الأضرار والشرور / " ليس صحيحًا أن مدمن الخمر لا يستطيع تركها " - المجلد (3)