استعمال الأدوية المباحة والوقاية النافعة هي من تحقيق التوحيد
وقد ركَّب الله في الإنسان السمع والبصر والعقل ليتم بذلك استعداده لتناول منافعه واستعمالها في سبيل وقاية صحته وحفظ بنيته، وكان من هدي النبي ﷺ فعل التداوي في نفسه، والأمر به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه، ويقول: «عباد الله تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء» فاستعمال الأدوية المباحة والوقاية النافعة هي من تحقيق التوحيد، كما حقق ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقال: إن الطعن في الأسباب قدح في الشرع، والإعراض عن الأسباب نقص في العقل؛ لأن كل ما شرعه رسول الله لأمته وأمر به فإنه من الدين الذي يجب اتباعه.
وعاجز الرأي مضياع لفرصته
حتى إذا فات أمر عاتب القدرا
﴿وَقُلِ ٱعۡمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ١٠٥﴾ [التوبة: 105]. فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، ﴿مَّنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ ٤٦﴾ [فصلت: 46].
وقد أمر الله نبيه بأن يقول: ﴿وَأَنۡ أَتۡلُوَاْ ٱلۡقُرۡءَانَۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ٩٢ وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَاۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ٩٣﴾ [النمل: 92-93].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الإيمان بالقضاء والقدر على طريقة أهل السنة والأثر / " بطلان الاحتجاج بالقدر: المحتجون بالقدر حجتهم داحضة عند ربهم [ الأدوية التي يستدفع بها البلاء والوباء هي من قدر الله ] " - المجلد (1)