الـمال لا يكون سعادة في الحياة، ولا بعد الوفاة إلا إذا أُخذ من حله وأنفق في محله

فالـمال لا يكون سعادة في الحياة، ولا حسنات بعد الوفاة، إلا إذا سلك به صاحبه مسلك الاعتدال؛ بأن يأخذه من حله، ويؤدي منه واجب حقه، فيكون نعم الـمال الصالح للرجل الصالح، والتاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. أما السفيه الـمبذر، فهو الذي أصاب من هذا الـمال جانبًا كبيرًا، وعددًا كثيرًا، ولكنه أساء التصرف في استعماله، حيث حمله على الطفور والطغيان، على مجاوزة الحد في السرف والترف، والفسوق والعصيان، لم يزل تاركًا للصلاة، عاكفًا على اللذات، وشرب الـمسكرات، ينفق الـمال جزافًا في سبيل البذخ والشهوات، والتفنن في الـمأكولات، والتأنق في الـمركوبات، ولم يزل ذلك دأبه، حتى يصبح صفر اليدين، مطوق العنق بالدين، قد بدل نعمة الله كفرًا، وأحل بغناه دار البوار.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (59) الشكر وحقيقته وآثار بركته وحُسن عاقبته - المجلد (7)