القتال الواقع بين الـمسلمين مع اليهود، هو الجهاد في سبيل الله حقًّا

(إن) هؤلاء الـمجاهدين الـمباشرين للقتال (في فلسطين)؛ هم بمثابة الـمرابطين دون ثغور الـمسلمين، يحمون حدود الـمسلمين وحقوقهم، فهم يحاربون دون أديانكم وأبدانكم، يحاربون دون ذراريكم ونسائكم، يحاربون دون مجدكم وشرفكم وحسن سمعتكم. وقد طلبوا النجدة والـمساعدة من إخوانهم الـمسلمين، وقد أوجب الله عليكم نصرتهم، فقال تعالى: ﴿وَإِنِ ٱسۡتَنصَرُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيۡكُمُ ٱلنَّصۡرُ﴾ [الأنفال: 72]. والنصر يكون بالقوة والرجال، ويكون بالـمال ﴿وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ ءَاتَاكُمۡ﴾ [النور: 33]. فمن العار أن تنعموا وهم بائسون، أو تشبعوا وهم جائعون، أو يضعفوا وأنتم مقتدرون، والـمسلم كثير بإخوانه، قوي بأعوانه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (57) الجهاد في سبيل الله وفضل النفقة فيه - المجلد (7)