الوصية بالثلث جائزة في حق الغني
(إن) الغني الـمكثر من الـمال، الذي له عقارات، وأسهم في الشركات وفي البنوك، له ديون عند الناس وقد يكون عليه حقوق للناس. فالوصية بالثلث جائزة في حقه. لكن فيها نوع حرج ومشقة على الوصي، وعلى الورثة لصعوبة التخلص من الثلث الذي يشمل كل شيء، والذي ننصح به وندعو إليه هو: أن يوصي بشيء معلوم من الـمال، ثم ينظر إلى أرحامه وجيرانه وفقراء بلده، فيوصي لكل واحد منهم بشيء معلوم، يأخذه قبل أن يأخذ الوارث حقه.
وإن أراد أن يوصي لبعض أرحامه بشراء بيت فعل، أو بناء مسجد وبيت يسكنه إمام الـمسجد فعل، فإن هذا طريق الوصية الصحيحة، وإن أوصى بوقف عقار في عمل البر والخير فحسن، وهي أسهل في حق الوصي والورثة. فما نفع الإنسان مثل اكتسابه لنفسه، دون أن يتكل في تنفيذ وصيته على غيره، ولا ينسى فعل الخير في حالة حياته وصحته.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (54) الوصية في حالة الصِّحّة وكونها من الحَزم وفعل أولي العَزم - المجلد (7)