«وإذا سألت فاسأل الله»

«وإذا سألت فاسأل الله». لا تسأل غيره إلا فيما لابد منه. أما سؤال الـمخلوق، فإنه حرام إلا في حالة الضرورة. ومن دعاء بعض السلف: اللهم كما صُنْتَ وجهي عن السجود لغيرك، فصُنْ لساني عن السؤال لغيرك. لأن سؤال الـمخلوق للمخلوق ذُل ومهانة ومذمة. والله تعالى يقول: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّاهَا ٩﴾ [الشمس: 9]. أي زكى نفسه بالفضائل ﴿وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّاهَا ١٠﴾ [الشمس: 10]. أي دسَّاها ودنسها بالرذائل، ولا رذيلة أعظم من سؤال الناس؛ لأن السؤال يذهب بماء الوجه. وأخبر النبي ﷺ أن «الْمَسْأَلَةُ كَدٌّ يَكُدُّ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ، إلَّا أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ سُلْطَانًا، أَوْ فِي أَمْرٍ لَا بُدَّ مِنْهُ» وأ خبر أن الذي يسأل الناس تكثرًا يأتي يوم القيامة، وليس في وجهه مزعة لحم. وقال: «لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِىَ بِحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (18) فضل الدّعاء وكونه يَدفع شَر القدَر والقضَاء - المجلد (6)