الـمضار الفردية تغتفر في ضمن الـمصالح العمومية
إن أكبر ما ينقم أعداء الإسلام على الإسلام، كونه يحكم بالقصاص بقتل القاتل، وقطع يد السارق، وجلد شارب الخمر، وينسبون هذه الحدود إلى الوحشية، وهي شكاة قد ذهب عنا عارها، ما هي إلا بمثابة التجريح والتقطيع لبعض أجزاء الجسم في سبيل إصلاح بقيته، لكون الـمضار الفردية تغتفر في ضمن الـمصالح العمومية، وإقامة هذه الحدود، هي الدواء الوحيد في تقليل الجرائم التي تغص بها السجون، فهي تغني عن الكثير من الحرس والجنود ﴿وَلَا تَأۡخُذۡكُم بِهِمَا رَأۡفَةٞ فِي دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ﴾ [النور: 2]. لكن هؤلاء نسوا ما صنعوا من القنبلة الذرية التي تقضي بفناء الـملايين من الآدميين، ما بين شيوخ ونساء وحوامل وبهائم، وتفسد الحرث والنسل، فهذه - والله - هي الأخلاق الوحشية، لا الحدود الدينية.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (9) القوانين وسُوء عواقبها على الدّين - المجلد (6)