الشدة الحاصلة في الـمطاف يحصل إزالتها بتحويل الـمقام عن محله إلى محل قريب منه
الأمر الثاني (من الأمور التي يقع الناس فيها في الضيق والحرج): الشدة الحاصلة على الناس في الـمطاف خاصة فيما بين الركن والـمقام، فهذه الشدة والـمشقة يحصل إزالتها والتخفيف منها بتحويل الـمقام عن محله إلى محل قريب منه؛ لأن هذا من الـمصالح الـمرسلة والتصرفات الجزئية الحسنة لكون الطواف هو ركن الحج الأعظم فهو واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وبتوسيع الـمطاف يتأهل الإنسان لأداء هذا الركن بتمام وخشوع وخضوع واطمئنان بدلاً من أن يدفع بالكره إلى الوراء أو يسقط من شدة الزحام تحت الأقدام، وههنا أمر خفي ينبغي التفطن له، وهو أن الشرائع اللازمة كالصلاة في أوقاتها وكالزكاة الـمفروضة وكالصيام وكمناسك الحج الـمحتمة مثل الإحرام والطواف والسعي والوقوف بعرفة فهذه كلها تلتزم حالة واحدة فلا تتغير بتغير الأزمنة والأمكنة، وليس لأحد تبديلها ولا تغييرها ولا النظر في أمر خالفها، أما ما عدا ذلك فإنه يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " تحقيق المقال في جواز تحويل المقام لضرورة توسعة المطاف بالبيت الحرام " / الفصل الثاني عشر - المجلد (5)