نقل عمر رضي الله عنه للمقام يعد من المصالح المرسلة
وهذا التصرف الحاصل من عمر في نقله الـمقام من لصق الكعبة إلى موضعه الآن يعد من الـمصالح الـمرسلة الـملائمة لـمقاصد الشرع ومحاسنه بحيث لا تنافي أصلاً من أصوله ولا دليلاً من أدلته؛ لأن هذا التصرف يرجع إلى راحة الطائفين بالبيت الحرام وحفظ حياتهم من ضرورة الزحام والسقوط تحت الأقدام، ثم التمكن من الإتيان بركن الحج على التمام بخشوع وخضوع واطمئنان، فهو من الأمور الجزئية التي تتمشى على حسب الحاجة والـمصلحة وتختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة أشبه توسيع الـمسجد الحرام عندما تدعو الحاجة إلى توسعته، وكان زمن النبي ﷺ شبه الصحراء ليس له جدران ولا سقوف ولا أبواب، فجرى التصرف من عمر بعد النبي ﷺ بتوسعته وجعل له جدرانًا تحيط به، ونقل الـمقام من لصق الكعبة ووضعه موضعه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " تحقيق المقال في جواز تحويل المقام لضرورة توسعة المطاف بالبيت الحرام " / الفصل الرابع - المجلد (5)