من أسباب انحراف الشباب سفرهم إلى البلاد الأجنبية

إن أكثر ما يبعد الشباب عن الدين ويلحقهم بالمرتدين هو أن أكثرهم يسافرون إلى البلدان الأجنبية - كبلدان أوروبا وغيرها - لحاجة التعلم قبل أن ترسخ تعاليم دين الإسلام في نفوسهم، وقبل أن يتربوا على العمل به تربية دينية عملية تغرس في نفوسهم محبة الفرائض والفضائل والتنزه عن منكرات الأخلاق والرذائل، بل هم عند أهلهم وفي بلدهم قد فسقوا عن أمر ربهم، وتخلفوا عن العمل بواجبات دينهم من صلاتهم وصيامهم، ثم التحقوا بمدارس النصارى، واختلطوا بالمعلمين والمتعلمين بها، فعاشروهم وملؤوا أفكارهم من الكفر والإلحاد وفساد الاعتقاد، كجحود الرب والتكذيب بالقرآن والتكذيب بالرسول ﷺ والتكذيب بالبعث بعد الموت والتكذيب بالجنة والنار، فلقنوهم هذه العقيدة على سبيل المحبة والصداقة والتعليم، فصادفت منهم قلبًا خاليًا فتمكنت، ومن يغترب يحسب عدوه صديقه. وإذا المُعلّمُ لم يكن عدلا سَرَى روُحُ العدالِة في الشباب ضئيلاَ وناهيك بإفسادها لفطر الصغار الأغرار الذين لم يميزوا بين المنافع والمضار.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - انحراف الشباب عن الدين والتحاقهم بالمرتدين / " من أسباب انحراف الشباب كثرة سفرهم إلى البلدان الأجنبية " - المجلد 3