مساواة الناس في الدنيا والدين من الحكم السيئ الذي ينزه الله عنه

فأخبر- سبحانه- أن مساواة الناس كأسنان المشط في الدنيا والدين منتف ومتعذر، وأنه من الحكم السيئ الذي ينزَّه الله عنه، إذ لا تتم سعادتهم وتنتظم حياتهم إلا بمقتضى التفاضل بينهم، وأنشد الناظم ابن عبد القوي في هذا المعنى فقال: تبارك ذو الأحكام والحِكَم التي تَحارُ عقولُ الخلق فيها فتهتدي فمِنْ حكمه إبداؤنا وأمورنا ذواتُ ارتباطٍ لا ذوات توحدِ فكل امرئٍ لا يستقلُّ بنفسه فسَنَّ لنا سبلَ التعاونِ فاهتدِ يُعلّق أطماعَ الأنام بمكسبٍ له يركبون الهولَ في كلِّ مقصدِ يهون على هذا اقتحام بنفسه وهذا بمال رغبة في التزيّدِ ليأتي بأرزاق يعزّ حصولُها على عاجزٍ عنها ضجيعٍ بمرقدِ فسبحان من أبدى وأتقن صنعه وجَلّ تعالى عن أباطيلِ ملحدِ
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الاشتراكية الماركسية ومقاصدها السيئة / " ما هي الاشتراكية الماركسية؟ " - المجلد 3