العقيدة الاشتراكية

إنني رأيت مقالة خرجت من صاحبها بصورة سؤال سائل لرجل اشتراكي قائلا: إننا نود أن نسمع رأيك في عقيدتك السياسية، وفي الدين، وفي العروبة. فأجاب قائلاً: أحب أن أعتقد أنني اشتراكي بطريق الذي يقول: العدل هو الشيء المتناسق. فأنا اشتراكي بهذا المعنى أُومن بالتناسق وأبحث عنه. والظلم الاجتماعي هو ضد التناسق. والاشتراكي يضمن أساسًا لمجتمع فاضل وإنسان سليم، فأنا أُومن بهذا، وأتمنى أن يتحقق في الوطن العربي. فهذا هو نص عقيدة هذا الرجل الاشتراكي التي يتمنى تعميمها في الناس. وليس هذا ببدع من خاصة هذا الشخص، وإنما هي فكرة سائر الاشتراكيين الشيوعيين، الذين يحبون أن يشيع تعميمها بين الناس، وسائر البلدان. وأقول: إن الله سبحانه قد نصَب على أعمال الناس علامات يعرف بها صلاحهم من فسادهم، وحسن قصدهم من سوء اعتقادهم، فمن أسرّ سريرة أظهر الله سريرته على فلتات لسانه، ونزوات أقلامه، يقول الله تعالى: ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخۡرِجَ ٱللَّهُ أَضۡغَٰنَهُمۡ ٢٩ وَلَوۡ نَشَآءُ لَأَرَيۡنَٰكَهُمۡ فَلَعَرَفۡتَهُم بِسِيمَٰهُمۡۚ وَلَتَعۡرِفَنَّهُمۡ فِي لَحۡنِ ٱلۡقَوۡلِ﴾ [محمد: 29-330]. فهذا القائل يستدل بالترهات، ويتعلق بقلب الحقائق في المعقول والمنقولات، يدعو إلى الاشتراكية ويحبذها للناس، ويحب التناسق، وأن يتساوى الناس في الغنى والفقر، لكون التناسق في اللغة التساوي، يقال: تناسقت أسنان فلان أي تساوت. قاله في الصحاح.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الاشتراكية الماركسية ومقاصدها السيئة / " مقدمة الرسالة " - المجلد 3