العمل للآخرة هو أكبر عون على حصول الدنيا
والعمل للآخرة هو أكبر العون على حصول الدنيا وسعتها والبركة فيها، كما قيل في الحديث: «يقول الله: ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى وأسد فقرك، وإن لم تفعل ملأت قلبك شغلاً ولم أسد فقرك». وقد قيل:
المسلم الحـق يصلي فرضهُ
ويأخذ الفأس ويسقي أرضهُ
يجمع بين الشغل والعبادهْ
ليكفل الله له السعادهْ
وقد أجمع العلماء على وجوب تعلم كل ما يحتاج إليه الناس بداعي الضرورة من الصنائع والغرس والزرع، وأنهم إن تركوا تعلم ذلك أثموا.
فكل ما يسمعه الناس في القرآن أو في الحديث من ذم الدنيا أو ذم المال، فإنما يقصد به ذم أفعال الناس السيئة في المال لا نفس المال، فقول النبي ﷺ: «إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارًا إلا من اتقى الله وبرّ وصدق»، وإنما كانوا بهذه الصفة من أجل أن أكثر التجار لا يبالي من أين أخذ المال، أمن الحلال أم من الحرام، وأكثرهم يتعاملون بربا النسيئة الذي حرمه الإسلام، ونزل في الزجر عنه كثير من آيات القرآن، وقد أجمع العلماء على تحريمه، ولهذا استثنى الله من اتقى الله وبرّ وصدق في معاملته، وقليل ما هم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الاشتراكية الماركسية ومقاصدها السيئة / " التجارة وعموم نفعها وحاجة الدولة والمجتمع إليها " - المجلد (3)