حكمة صلاة التراويح
(إن) الصائم يأتي إلى الفطور وهو بحالة الجوع، وشدة الشهوة، فيأكل ويشرب إلى غاية الشبع ونهاية الامتلاء. ومن لوازم هذا الشبع والامتلاء استرخاء الأعضاء، وسريان الفتور فيها، فيستولي عليه الضعف، فكان في أشد الحاجة إلى التخفيف والتهضيم، وإعادة النشاط؛ لهذا شرع الله على لسان نبيه صلاة التراويح؛ التي لا يزال فيها بين قيام وقعود، وركوع وسجود، حتى ينصرف منها، وقد استعاد نشاطه، ودب فيه روح السرور والهناء والغبطة، فيتحلل عنه مضرة ذلك الامتلاء، وتبقى فيه منفعته، وهذه من حكم الشريعة التي جعلها بمثابة الشفاء من سائر الأدواء وأن العبادات الشرعية تجمع بين مصالح الدنيا والآخرة، وبين مصالح الروح الجسد.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (37) الذكرى الثالثة من رمضان - المجلد (6)