فضل شهر رمضان على سائر شهور العام

قد خص الله بالتفضيل شهر رمضان، على سائر شهور العام. فهو شهر جد واجتهاد، ومزرعة للعباد، وتطهير للقلوب من الفساد، وقمع لشهوة الشره والعناد، فمن زرع فيه خيرًا حمد عاقبة أمره وقت الحصاد، وفي الصحيحين: أن النبي ﷺ قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». وهذا التكفير، إنما يراد به صغائر الذنوب في قول الجمهور، أما كبائر الذنوب مثل الربا والزنا وشرب الخمر وقتل النفس وأكل أموال الناس، فهذه لا يكفرها الصيام ولا الصلاة ولا الحج، وإنما تكفر بالتوبة بشرطها ورد الـمظالـم إلى أهلها. لهذا يجب على الـمسلم أن يصون صومه عن كل ما يفسده أو ينقص ثوابه لكون الصيام قربانًا تقربونه إلى الله. يدع الصائم شهوته من مطعومه ومشروبه، لقصد رضا ربه ومحبوبه والله تعالى يقول: «الصَّوْمَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (36) الذكرى الثانية من رمضان - المجلد (6)