شرائع الإسلام هي بمثابة الفرقان بين الـمسلمين والكفار
ومن الـمشاهد الـمحسوس أن الذين يتنفلون بالصيام، أنهم من أصح الناس أجسامًا، وأطول الناس أعمارًا؛ لأن للطاعة ضياء في الوجه، وقوة في الجسم، ثم إن الصلاة والصيام وسائر شرائع الإسلام هي بمثابة الفرقان بين الـمسلمين والكفار، والـمتقين والفجار، وبمثابة محك التمحيص لصحة الإيمان، بها يعرف صادق الإسلام من بين أهل الكفر والفسوق والعصيان، ذلك بأن الله سبحانه لم يكن ليذر الناس على حسب ما يدعونه بألسنتهم، حتى يميز الخبيث من الطيب بأعمالهم. يقول الله تعالى: ﴿أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢﴾ [العنكبوت: 2]. أي لا يختبرون، ولا يمتحنون على صحة ما يدعون ﴿وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ﴾ [العنكبوت: 3]. أي اختبرنا الأمم قبلكم بالفرائض والحدود والـمحرمات، ﴿فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ﴾ [العنكبوت: 3]. في دعوى إيمانهم حيث قاموا بواجباتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، ﴿وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ﴾ [العنكبوت: 3]. الذين قالوا: ﴿ءَامَنَّا بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَلَمۡ تُؤۡمِن قُلُوبُهُمۡۛ﴾ [الـمائدة: 41]. ولم تنقد للعمل به جوارحهم وكان حظهم من الإيمان هو محض التسمي والانتساب إليه بدون عمل به، ولا انقياد لحكمه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (35) الذكرى الجامعة لفوائد الصيام - المجلد (6)