الأخذ بالأسباب لا يناقض التوكل على الله

الله تعالى ربط الأسباب بمسبباتها ورسول الله سيد المتوكلين، ظاهر في الحرب بين درعين، ومر على حائط مائل فأسرع السير، فقيل له في ذلك فقال: «أخشى موت الفَجْأة» وقدم رجل مجذوم مهاجرًا فرده رسول الله ومنعه من دخول البلد، وقال له: «ارجع فقد بايعناك». وقال: «لا يورد ممرض على مصح». وفي القرآن المنزل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ خُذُواْ حِذۡرَكُمۡ﴾ [النساء: 71]. ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ ٦٠﴾ [الأنفال: 60]. كل هذه من اتقاء الأسباب التي كان يستعملها رسول الله مع قوة توكله على ربه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الإيمان بالقضاء والقدر على طريقة أهل السنة والأثر / " كتابـة المقَـادير [ استعمال الأنبياء للأسباب والوسائل التي تحفظهم وتؤلهم للوصول إلى الغاية مع قوة توكلهم على ربهم ] " - المجلد (1)