الإسلام والإيمان عند الإطلاق مترادفان

ورد في القرآن بكثرة من تسمية الإسلام أحيانًا والإيمان أحيانًا، وتسمية المسلمين أحيانًا وتسمية المؤمنين أحيانًا. والصحيح أن الإسلام متى أطلق في القرآن فإنه يراد به الإيمان، والإيمان يراد به الإسلام. لكنه عند التفصيل يراد بالإيمان مجرد التصديق الجازم بالقلب، والإسلام مجرد العمل بالأقوال والجوارح. فلا يصح إيمان بدون إسلام كما لا يصح إسلام بدون إيمان... وفي البخاري من حديث ابن عباس أن النبي ﷺ قال لوفد عبد القيس: «آمركم بالإيمان بالله وحده. أتدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان» ففسر الإيمان بعمل الإسلام. وقد شبههما بعض العلماء بالشهادتين، فشهادة أن لا إله إلا الله، لا تصح إلا بشهادة أن محمدًا رسول الله، وشهادة أن محمدًا رسول الله، لا تصح إلا بشهادة أن لا إله إلا الله. وقد أكثر القرآن من قرنه الإيمان بالأعمال الصالحات التي هي أعمال الإسلام كقوله سبحانه: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ ٨﴾ [فصلت: 8]. في كثير من الآيات. أما قوله سبحانه: ﴿۞قَالَتِ ٱلۡأَعۡرَابُ ءَامَنَّاۖ قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسۡلَمۡنَا وَلَمَّا يَدۡخُلِ ٱلۡإِيمَٰنُ فِي قُلُوبِكُمۡ﴾ [الحجرات: 14].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الإيمان بالأنبياء بجملتهم وضعف حديث أبي ذر في عددهم / [ عدد الأنبياء وما جاء في ذلك ] - المجلد 1