موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد

إن موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد؛ لأن الصلاة عمود الإسلام، وهي آخر ما يفقد من دين كل إنسان. ولهذا كان العلماء يسمونها الـميزان، فإذا أرادوا أن يبحثوا عن دين إنسان سألوا عن صلاته، فإن حُدِّثوا بأنه يحافظ على الصلاة علموا بأنه ذو دين، وأنه مؤمن. وإن حُدِّثوا بأنه لا حظ له في الصلاة علموا بأنه لا دين له، ومن لا دين له جدير بكل شر، بعيد عن كل خير، وعادم الخير لا يعطيه، وكل إناء ينضح بما فيه ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ وَنُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ ١١﴾ [التوبة: 11]. وقد حكى بعض العلماء إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة عمدًا، كما أن أئمة الـمذاهب الأربعة قد أجمعوا على كفر من استباح ترك الصلاة؛ إذ لا يصر على ترك الصلاة مؤمن بوجوبها.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
" الحكم الجامعة (1) " / (3) المحَافظة على الصّلوات الخَمْس وكوْنها العُنوان عَلى صحّة الإيمَان - المجلد (6)