لا يوجد نبي غير رسول إلا في الأذهان دون الأعيان
أما نبي يوحى إليه بشرع، ولم يؤمر بتبليغه، فهذا إنما يوجد في الأذهان دون الأعيان، ويجب تنزيه الأنبياء عن الاتصاف به، ومثله قوله ﷺ: «مثلي ومثل الأنبياء قبلي، كمثل رجل بنى دارًا فأتقنها وجمّلها إلا موضع لبنة منها، ثم صنع مأدبة، ودعا الناس إليها، فجعلوا يعجبون من حسنها، إلا موضع تلك اللبنة. قال: فأنا موضع اللبنة، جئت فختمت الأنبياء» رواه مسلم عن جابر، قال: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث؛ ما تركناه صدقة» ، وقال: «نحن معاشر الأنبياء بنو عَلاّت» . الدين واحد، والشرائع متفرقة يعني أن لكل نبي شريعة من الصلاة والزكاة والصيام والحلال والحـرام تناسب حالة أمته وزمانه، غير شريعة الآخر، قال تعالى: ﴿لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ﴾ [المائدة: 48].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الإيمان بالأنبياء بجملتهم وضعف حديث أبي ذر في عددهم / [ عدد الأنبياء وما جاء في ذلك ] - المجلد 1