معجزات الأنبياء مخالفة لخوارق السحرة والكهان والمشعوذين

المعجزات يصدق بها أهل الكتاب من اليهود والنصارى لكونها مذكورة في كتبهم ومشهورة مشهود بها فيما بينهم، ولما قيل للنبي ﷺ: إن اليهود يصومون يوم عاشوراء ويقولون: إنه اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فيه فرعون وقومه، قال: «نحن أحق وأولى بموسى، صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده، خالفوا اليهود» فالعلم بهذه المعجزات والبراهين البينات يوجب علمًا ضروريًّا بأن الله جعلها آية لصدق أنبيائه ورسله الذين جاءوا بها من الله، واستدلوا بها على قومهم، وذلك يستلزم أنها خارقة للعادة، وأنه لا يمكن معارضتها ولا الإتيان بمثلها لكونها غير مصنوعة ولا من كسبهم ولا معتادة لغيرهم، ولهذا كانوا يعارضون معجزة كل نبي بدعوى أنه ساحر، كما قال تعالى: ﴿كَذَٰلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُواْ سَاحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٌ ٥٢ أَتَوَاصَوۡاْ بِهِۦۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٞ طَاغُونَ ٥٣﴾ [الذاريات: 52-53]. أي كان بعضهم يوصي بعضًا بهذه المقالة. وإنما هي من الله عز وجل أعلم الله بها عباده بصدق رسله وكتبه: ﴿وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِ‍َٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ﴾ [المؤمن: 78]. فخوارق السحرة والكهان المشعوذين هي من الأمور المعتادة المشتركة التي يفعلها الكثير من الناس، وبالتحقيق فيها سرعان ما يتبين بطلانها.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - وجوب الإيمان بكل ما أخبر به القرآن من معجزات الأنبياء عليهم السلام / [ لم كانت المعجزات؟ ] - المجلد 1