نعي أبي بكر رضي الله عنه لرسول الله ﷺ
لما توفي رسول الله ﷺ اضطرب الناس اضطرابًا شديدًا، فبعضهم يقول: توفي. وبعضهم يقول: لم يمت. وكان أبو بكر غائبًا في عوالي الـمدينة عند امرأة من نسائه، فلما علم بالخبر جاء فكشف عن وجه رسول الله ﷺ وقال: ما أطيبك حيًّا وميتًا! وقبله، ثم خرج إلى الـمسجد والناس فيه أوزاع متفرقين يبكون. فصعد الـمنبر، وأقبل الناس إليه، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس: من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت. ثم قرأ ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ وَمَن يَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيۡٔٗاۗ وَسَيَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ ١٤٤﴾ [آلعمران: 144]. قال عمر: فلما تلا هذه الآية انقطع لها ظهري! حتى كأني لم أسمع بها قبل اليوم! وأيقنت أن رسول الله ﷺ قد مات، ولم يبق في الـمدينة رجل ولا امرأة إلا ويتلو هذه الآية.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (90) وفاة رسول الله ﷺ - المجلد (7)