لا يستعمل النبي ﷺ الهجر إلا في الحالات التي يرى أنه ينفع وينجع فيها

من هدي النبي ﷺ أنه لا يستعمل الهجر إلا في الحالات التي يرى أنه ينفع وينجع فيها، كما هجر الثلاثة الذين تخلفوا عن الجهاد معه، وهم كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع، وكلهم من الصحابة، وكما هجر الرجل الذي بنى له عليّة تشرف على بيوت الناس، ولم يسلم عليه حتى هدمها. أو كما هجر الرجل الـمتضمخ بخلوق الزعفران، ولم يسلم عليه حتى غسله عنه؛ لأن طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه، كالزعفران والحناء. وكما هجر الـمتختم بالذهب فلم يرد (عليه السلام)، فقال لبعض من حضر من الصحابة: ما بال رسول الله ﷺ لم يرد علي السلام؟! فقالوا له: اذهب فاطرح عنك الذهب وأته، فسلم عليه، فإنه سيرد عليك السلام. فذهب، فنزع عنه الذهب، ثم جاء فسلم على النبي ﷺ فرد عليه السلام)، وقال: «إنك جئتني وعليك حلية أهل النار»، فهذا هو الأمر الثابت عن رسول الله ﷺ في استعمال الهجر.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (81) آداب السّلام في الإسلام وسُنّة المصافحة والمعانقة وكراهة التقبيل - المجلد (7)