كرم الصحابة وتسابقهم إلى الصدقة

الصحابة الكرام لما سمعوا داعي القرآن يدعوهم إلى الصدقة والإحسان ساحت أيديهم بالندى، كما سمحت نفوسهم بالفداء، حتى إنهم يحاملون على ظهورهم، ويتصدقون. كما في البخاري: عن أبي مسعود البدري، قال: حث النبي ﷺ على الصدقة، ولم يكن عندنا مال، فكنا نحامل على ظهورنا ونتصدق. لأنه ليس للإنسان من ماله إلا ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو تصدق فأبقى. وأنه ما أنفق أحد نفقة في سبيل الحق؛ من زكاة وصدقة وصلة إلا عوضه الله عنها ما هو أكثر منها. وما بخل أحد بنفقة واجبة من زكاة وصدقة وصلة، إلا أتلف الله عليه ما هو أكثر منها، فمن رزقه الله من هذا الـمال رزقًا حسنًا فليبادر بأداء زكاته، وبالصدقة منه، سرًّا وعلنًا، حتى يكون أسعد الناس بماله، فإن مال الإنسان ما قدم، ومال الوارث ما خلف. ﴿وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ﴾ [سبأ: 39]. ﴿وَٱسۡمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنفِقُواْ خَيۡرٗا لِّأَنفُسِكُمۡۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [التغابن: 16].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (56) فضل الصّدَقة والنفقة في وجوه البّر والخَير - المجلد (7)