الدعوة في العصر المكي
ولما أنزل الله عليه ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ ١ قُمۡ فَأَنذِرۡ ٢ وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ ٣ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرۡ ٤ وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ ٥﴾ [الـمدثر: 1-5]. شمر رسول الله ﷺ عن ساعد الجد، وأعلن دعوته، ومكث بمكة ثلاث عشرة سنة يدعو بين القبائل وفي الـمواسم، ويقول: «أَنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. مَنْ يُئْوِينِى؟ مَنْ يَنْصُرُنِى؟ حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّى وَلَهُ الْجَنَّةُ؟». فيلقى من قومه أشد الأذى، ويعذبون كل من آمن به، غير أن من قبيلته وخاصة عمه - أبا طالب - كانوا يحمونه ويذبون عنه العدوان، وقد دخلوا معه في الشعب حين تمالأت قريش على مقاطعتهم حتى يسلموا لهم محمدًا، وكتبوا بذلك صحيفة القطيعة والـمقاطعة، وعلقوها على الكعبة، وفيها يقول أبو طالب في قصيدته الشهيرة:
جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا
عقوبة شر عاجل غير آجل
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (13) هِجرة النّبي عليه الصّلاة والسّلام من مَكة إلى المدينة - المجلد (6)