أحداث الإسراء والمعراج

ذكر أنه أُتي بالبراق - وهو دون الفرس وفوق الحمار - وسمي براقًا لأنه مشتق من البرق في سرعته، ليريه من آياته، وعجائب مخلوقاته في الـمسجد الأقصى، وفي السماء. وأنه من بعد وصوله إلى بيت الـمقدس صلى بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وصلاته بهم إنما هي بأرواحهم وإلا فإنهم قد دُفِنوا في الأرض، ويحتمل أنهم تشكلوا له بصورهم في الدنيا كما أخبر عن بعض أوصافهم، ومنه قوله في يوسف وأنه قد: «أعطي شطر الحسن». أي الجمال، كما كان جبريل يتشكل بصورة بعض الرجال. ثم إنه عُرِجَ به إلى السماء في صحبة جبريل ، فاستفتح السماء الدنيا، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قالوا: ومن معك؟ قال: محمد. قالوا: أأرسل إليه؟ قال: نعم. فقالوا: مرحبًا به فنعم الـمجيء جاء. ثم استفتح كل سماء مثل هذا، حتى انتهى إلى سدرة الـمنتهى. وأخبر أنه رأى الأنبياء في صورهم ومنازلهم من السماء. وفرض الله عليه الصلوات الخمس، مع فرض الوضوء على القول الصحيح. فقال: «هِيَ خَمْس, وَهِيَ خَمْسُونَ» أي في مضاعفة الأجر.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
" الحكم الجامعة (1) " / (2) الإسراء والمعراج وبيَان مُعْجزات الأنبيَاء - المجلد (6)