غنائم المسلمين ونياحة قريش على قتلاهم
ثم إن الرسول وأصحابه غنموا ما عند قريش من الخيل والدروع والسلاح ورجع فلُّهم -أي بقيتهم- إلى مكة مكسورين حزينين، ومنعوا النياحة على قتلاهم اتقاء الشماتة، وكان الحجاج بن علاثة قد قتل له ابنان هما نبيه ومنبه فسمع صوتًا عاليًا فقال لجاريته: انظري ما هذا الصوت لعله نُفس عن الناس في ندب موتاهم حتى أبوح بما في صدري. فرجعت الجارية وقالت: يا سيدي، هذا صوت امرأة أعرابية قد انطلق بعيرها من عقاله فهي تندبه تريد رده. فتزفر وقال:
أتبكي أن يضل لها بعير
ويمنعها عن النوم السهود
فلا تبكي على بكر ولكن
على بدر تقاصرت الجدود
ألا قد ساد بعدهم أناس
ولولا يوم بدر لم يسودوا
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الملحق بكتاب الجهاد المشروع في الإسلام / "وقعة بدر الكبرى" - المجلد (3)