التحذير من إذاية الجار
«جاء رجل إلى النبي ﷺ يشكو جاره، فأمره أن يصبر على أذاه، ثم جاءه مرة ثانية. فأمره أن يصبر، ثم جاءه مرة ثالثة. فقال: «اطرح متاعك في الطريق» ، فطرحه. فكان كل من مر به وسأل عنه، سبه ولعنه، فجاء إلى النبي ﷺ يعتذر من سوء فعله، فقال: «إن الله قد لعنك قبل أن يلعنك الناس »» .
وقيل للنبي ﷺ:«إن فلانة تُذكر من صلاتها وصيامها إلا أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: «هي في النار»» . ولهذا يقول الفقهاء: إن جار السوء عيب تُرَدُّ به الدار شرعًا، وقد اضطر كثير من الناس إلى بيع دورهم الغالية في نفوسهم، من أجل إضرار جيرانهم، وأنشد بعضهم:
يلومونني إذ بعت بالرخص منزلي
وما علموا جارًا هناك ينغص
فقلت لهم كفوا الـملامة إنها
بجيرانها تغلو الديار وترخص
نعم إنها بجيرانها تغلو الديار وترخص.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 64 فضل حُسن الجوَار وكونه ينحصر في بَذل النّدَى وتحَمّل الأذى - المجلد 7