نهيه صلى الله عليه وسلم عن التباغض

قال (النبي صلى الله عليه وسلم): «ولا تباغضوا» فنهى رسول الله ﷺ عن التباغض الذي ينجم عنه التدابر، أي الهجران، وأخبر أن التباغض هو داء الأمم قبلنا. فقال: «دبّ إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، حالقة الدين لا حالقة الشعر، والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم» . ولهذا قيل: «ثلاث يصفين لك ود أخيك؛ أن تسلم عليه إذا لقيته، وأن تدعوه بأحب الأسماء إليه، وأن توسع له في الـمجلس» . «ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» . وروي «هجر الإنسان أخاه سنة كسفك دمه» . ولهذا حث النبي ﷺ على السعي بالإصلاح بين الـمتباغضين، والتقارب بين الـمتباعدين، فقال: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصوم والصلاة؟» قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة» . يقول الله تعالى: ﴿لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَاهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۢ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا ١١٤﴾ [النساء: 114]. وقد شرعت الجماعة في الصلاة لمصلحة التقارب بين القلوب.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 62 حديث «لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تَدَابَروا...» - المجلد 7