نهيه صلى الله عليه وسلم عن التحاسد
قال (النبي صلى الله عليه وسلم): «ولا تحاسدوا» فالحسد الـمذموم، هو الحرص على زوال النعمة عن الـمحسود، بأن يسعى سعيه، ويعمل عمله في محاولة زوال النعمة عن هذا الرجل الـمسلم.
فهذا هو الحسد الذي يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب، ونعوذ بالله من شر حاسدٍ إذا حسد.
أما ما يجده الإنسان في نفسه من تمنيه زوال النعمة عن عدوه بدون أن يعمل عمله، أو يسعى سعيه فهذا عفو لكونه من حديث النفس.
وفي الحديث «عفي لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم» . ولهذا قال النبي ﷺ: «إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» .
والحسد هو داء دوي، وخلق رديء، يقدح في الـمروءة، ولا يزال صاحبه حليف هموم وأليف غموم؛ ولهذا قالوا: إن الحسد داء منصف يعمل في الحاسد أكثر مما يعمل في الـمحسود.
ولهذا قيل:
دع الحسود وما يلقاه من كمده
كفاك منه لهيب النار في كبده
إن لمت ذا حسد نفست كربته
وإن سكت فقد عذبته بيده
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 62 حديث «لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تَدَابَروا...» - المجلد 7