من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه
ولما قال النبي ﷺ: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» ، فقال بعض من سمعه من الصحابة: كلنا يكره الـموت يا رسول الله. فقال: «إنه ليس الأمر كذلك، ولكن الإنسان متى كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال على الآخرة، فإن كان من أهل الخير بشر بالخير، فأحب لقاء الله، وأحب الله لقاءه، وإن كان من أهل الشر بشر بالشر، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه» .
ونظير هذا ما وقع لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين احتضر، وهو الذي قال فيه النبي ﷺ: أنه يحشر أمام العلماء برتوة، وقال: «أعلمكم بالحلال والحرام معاذ ابن جبل» ، ولما احتضر وكان صائمًا. فقال لجاريته: انظري هل غربت الشمس؟ فقالت: لم تغرب. ثم مكث ما شاء الله. ثم قال: انظري قالت: نعم قد غربت الشمس. فقال عند ذلك: مرحبًا بالـموت. مرحبًا بطارق جاء على فاقة، لا أفلحَ والله من ندم على الدنيا، اللهم إنك تعلم أني لم أحب البقاء في الدنيا لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولا لجمع الـمال، وإنما أحببت البقاء في الدنيا لقيام الليل، وصيام النهار، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر، آهًا إلى ذلك. ثم قضى، وتوفي رضي الله عنه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 55 فضل الصَّبر على المصائب وتحريم ضرب الخدود وشقّ الجيوب والنياحة على الميّت - المجلد 7