المرء إن كان من أهل الخير بُشر بالخير قبل انقطاعه من الدنيا وإن كان من أهل الشر بُشر بالشر
قال بعض من سمعه (يعني حديث «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه») من الصحابة كلنا يكره الـموت يا رسول الله. فقال: «إنه ليس الأمر كذلك، ولكن الإنسان إذا كان في انقطاع من الدنيا وأقبل على الآخرة، فإن كان من أهل الخير بشر بالخير، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه. وإن كان من أهل الشر بشر بالشر، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه».
لهذا يقال للمؤمن عند الاحتضار: ﴿يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ ٢٧ ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ ٢٨ فَٱدۡخُلِي فِي عِبَٰدِي ٢٩ وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي ٣٠﴾ [الفجر: 27-30]. كما يقال للفاجر: يا أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط من الله وغضب. وهكذا حال الناس لا يخرجون عن هذين الوصفين، فواجب العاقل أن ينظر في أي الفريقين هو.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (54) الوصية في حالة الصِّحّة وكونها من الحَزم وفعل أولي العَزم - المجلد (7)