رغم أنف امرئ دخل عليه شهر رمضان، ثم خرج فلم يغفر له

«صعد النبي ﷺ الـمنبر فقال: «آمين، آمين، آمين». قالوا: على ما أمنت يا رسول الله؟ قال: «جاءني جبريل، قال: يا محمد، رغم أنف امرئ دخل عليه شهر رمضان، ثم خرج فلم يغفر له، فأدخله الله النار. فأبعده فيها، قل: آمين. فقلت: آمين»». فهذا الرجل الذي دخل عليه شهر رمضان، شهر البركات، شهر إقالة العثرات، شهر مضاعفة الحسنات. ثم خرج ولم يحظ منه لا بمغفرة، ولا بإقالة عثرة، ولا بقبول توبة، إنه لرجل سوء، قد سد باب الخير والرحمة عن نفسه، حيث ساءت طباعه، وفسدت أوضاعه، فرضي لنفسه بأن يخسر حين يربح الناس، وأن يقعد ويرقد حين يصلي الناس، وأن يأكل ويشرب حين يصوم الناس، وإن هذا هو الغاية في الإفلاس والإبلاس، ولا يرضى به سوى من سفه نفسه من الناس، كهؤلاء الإباحيين الـملحدين الذين أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات، وخرقوا سياج الشرائع، واستخفوا بحرمات الدين، واتبعوا غير سبيل الـمؤمنين، ويدعي أحدهم الإسلام بمعنى الجنسية، لا بالتزام أحكامه الشرعية.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 40 نوع ثانٍ في التذكير بعيد الفطر - المجلد 6