استقبال القبلة وتكبيرة الإحرام في الصلاة
قال (صلى الله عليه وسلم يعلم المسيء صلاته): «ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَكَبِّرْ». فأمره باستقبال القبلة عند الشروع في الصلاة، لأنها شرط في حق من قدر على ذلك، أما إذا كان في طائرة، أو في سيارة فإنه يصلي حيث توجهت به الطائرة أو السيارة، مستقبل القبلة أو مستدبرها، إذ لا يمكنه إلا ذلك. ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ﴿فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِ﴾ [البقرة: 115]. قال: «فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَكَبَّرَ» وهذا يفيد عدم مشروعيته الجهر بالنية للدخول في الصلاة؛ لأن النية قلبية، كان النبي ﷺ يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله. كما ثبت ذلك من حديث عائشة أي أنه لا يتلفظ بالنية عند التكبير، ولم تثبت عند أحد من الصحابة ولا التابعين. قيل للإمام أحمد: تقول قبل التكبير: نويت أن أصلي كذا؟ قال: لا. إذ لم ينقل عن النبي ولا عن أحد من أصحابه، ولقد كان لكم في رسول الله ﷺ أسوة حسنة.
ومن السنة أن الإنسان إذا كبر تكبيرة الإحرام، فإنه يضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره، حتى يكون كالأسير الذليل عند ربه، ولأن هذا أعون على حضور قلبه وخشوعه في صلاته: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢﴾ [الـمؤمنون: 1-2].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (12) فضْل القرآن وتفسير قوله: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ ﴾ [فاطر: 29] - المجلد (6)