الساعة التي أخبر النبي ﷺ عنها حينما يوسّد الأمر إلى غير أهله

روى الحاكم والطبراني وابن حبان في صحيحه، أن النبي ﷺ قال: «ستة لعنتهم ولعنهم الله ولعنهم كل نبي مجاب الدعوة: الزائد في كتاب الله، والـمكذب بقدر الله، والـمتسلط على أُمتي بالجبروت ليذل من أعز الله ويعز من أذل الله» ويدل له ما روى البخاري عن أبي هريرة، أن رجلاً قال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: ««إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ». قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»». أشار في هذا الحديث إلى الساعة الصغرى التي هي هلاك الناس في حياتهم قبل وفاتهم، وذلك حين يسود الناسَ الجهل والجهال، وحين يتولى أمر الناس من ليس بكفء فيسومهم سوء العذاب من أنواع الـمكاره والكوارث حتى تذوب قلوبهم وتهلك أخلاقهم، إذ من الـمعلوم أن هلاك الأخلاق أضر من هلاك الأبدان، والفتنة أشد من القتل فيتمنون الـموت لكونهم في حالة الأموات كما قال سبحانه: ﴿وَيَأۡتِيهِ ٱلۡمَوۡتُ مِن كُلِّ مَكَانٖ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٖ﴾ [ابراهيم: 17]. فهذه هي الساعة التي أخبر النبي ﷺ عنها حينما يوسّد الأمر إلى غير أهله.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الأمراء المسلطون " - المجلد 5