رؤية الرب في الآخرة واقعة وفي الدنيا مختلف فيها

نؤمن بأن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة، يقول الله تعالى: ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ ٢٢ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ ٢٣﴾ [القيامة: 22-23]. وفي الصحيح أن النبي ﷺ قال: «إنكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» يعني بذلك صلاة الفجر وصلاة العصر. أما رؤية الرب في الدنيا ففيها خلاف، والقول الراجح أنه لا يراه أحد، وحكى الله عن نبيه موسى عليه السلام أنه قال: ﴿رَبِّ أَرِنِيٓ أَنظُرۡ إِلَيۡكَۚ قَالَ لَن تَرَانِي﴾ [الأعراف: 143]. وسئل النبي ﷺ: هل رأيت ربك؟ قال: «لا، نور أنَّى أراه»( ) أي حال دون رؤيته نورٌ هـائل يمنـع من رؤيتـه في الدنيا، وقد قالت عائشة رضي الله عنها: من حدثكم أن محمدًا رأى ربه فقد أعظم الفرية عليه. ثم قرأت قـوله تعالى: ﴿لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَهُوَ يُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَٰرَۖ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ ١٠٣﴾ [الأنعام: 103].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - عقيدة الإسلام والمسلمين / " رؤيَة الربّ في الآخِرَة " - المجلد (1)