الإيمان بالله يستلزم التصديق بكل ما وصف الله به نفسه

إن الإيمان بالله ربًّا يستلزم التصديق والتسليم بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه، ووصفه به رسوله ﷺ من إثبات الكلام والاستواء والنزول والوجه والسمع والبصر. فأهل السنة من هذه الأمة يؤمنون بكل ما جاء في القرآن والسنة من آيات الصفات، ويقولون: إن الحق هو الإيمان بها والتسليم لما جاء عن الله ورسوله فيها، قائلين: آمنا بالله وما جاء عن الله على مراد الله، وآمنا برسول الله وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله. فكل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره قراءته والسكوت عنه، ليس لأحد أن يفسره، ويقولون: أمرّوا آيات الصفات كما جاءت بلا تكييف ولا تشبيه ولا تأويل، ﴿فَاطِرُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ جَعَلَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا وَمِنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ أَزۡوَٰجٗا يَذۡرَؤُكُمۡ فِيهِۚ لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ١١﴾ [الشورى: 11]. لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فكما أن لله سبحانه ذاتًا لا تشبه ذات المخلوقين، فكذلك صفاته لا تشبه صفات المخلوقين، ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ِ ويقولون كما قال الإمام مالك لما سُئل عن الاستواء. فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. وكذا يقال في جواب السؤال عن النزول وعن الوجه والسمع والبصر، فيقولون: الوجه معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب. وكذا سائر الصفات، فالذين أنكروا وكذبوا بكلام الله اضطروا إلى القول بخلق القرآن ففروا من التشبيه ووقعوا في التعطيل، والكلام صفة كمال، والله سبحانه موصوف بكل كمال.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - عقيدة الإسلام والمسلمين / " الإيمـان باللّـه ربـًّا " - المجلد (1)