أركان الإسلام هي محك التمحيص لصحة الإيمان
هذه الأركان بما أنها البنيان للإسلام فإنها الفرقان بين المسلمين والكفار والمتقين والفجار، وهي محك التمحيص لصحة الإيمان، بها يعرف صادق الإسلام من بين أهل الكفر والفسوق والعصيان؛ لأن للإسلام صوىً ومنارًا كمنار الطريق يعرف به صاحبه، ذلك أن الله سبحانه لم يكن ليذر الناس على حسب ما يدعونه بألسنتهم بدون اختبارهم على صحة إيمانهم، بحيث يقول أحدهم: أنا مسلم، أنا مؤمن، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله. فإن هذا الكلام لا نزال نسمعه من لسان كل إنسان، وحتى المشركون الوثنيون الذين يتوسلون بأهل القبور ويتضرعون إليهم في قضاء حوائجهم ويطلبون الشفاعة منهم، فإنهم عندما يفرغون من دعائهم يقولون: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله. فهم مسلمون بألسنتهم، ومشركون بأعمالهم واعتقادهم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - عقيدة الإسلام والمسلمين / " حـقِيقـة الإسْـلام " - المجلد (1)