رمضان مضمار يتسابق فيه الخلق إلى طاعة الله ومرضاته

قال الحسن: إن الله سبحانه جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه يتسابقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه العاملون ويخسر فيه المبطلون، ﴿وَفِي ذَٰلِكَ فَلۡيَتَنَافَسِ ٱلۡمُتَنَٰفِسُونَ ٢٦﴾ [المطففين: 26]. وعن عمرو بن ميمون الأزدي قال: سمعت النبي ﷺ وهو يعظ رجلاً ويقول له: «اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك.. وصحتك قبل سقمك.. وغناك قبل فقرك.. وفراغك قبل شغلك.. وحياتك قبل موتك.. فما بعد الدنيا من مستعتب ولا بعد الدنيا دار إلا الجنة أو النار». رواه الترمذي مرسلاً. فيا ساهيًا في غمرة الجهل والهوى صريع الأماني عن قليل ستندم أفق قد دنا الوقت الذي ليس بعده سوى جنة أو حر نار تضـرَّم فبادر إذا ما دام في العمر فسحة وعدلك مقبول وصرفك قيّم وجد وسارع واغتنم زمن الصبا ففي زمن الإمكان تسعى وتغنم وسر مسـرعا فالسيل خلفك مسـرعا وهيهات ما منه مفر ومهزم فهن المنايا أي واد نزلته عليها القدوم أو عليك ستقدم
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - كتاب الصيام وفضل شهر رمضان / فصل في المسارعة إلى الخيرات قبل الفوات أو الوفاة - المجلد (2)