عقيدة الجبر والرد عليها
ولمّا جيء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بسارق قد سرق، واعترف. فقال له عمر: ما حملك على السرقة؟ فقال: حملني عليها قضاء الله وقدره. فقال: وأنا أقطع يدك بقضاء الله وقدره. ثم أمر به، فقطعت يده.
ومثله احتجاج بعضهم بقول الشاعر:
جرى قلم القضاء بما يكون
فسيّان التحرك والسكون
وهذا أيضًا يعد من أفسد الشعر، يتمشى على عقيدة الجبر، كما ذكرنا فيما سبق. وهذا القول، وهذا الاعتقاد، باطل بمقتضى النقل والعقل، فهم يصورون القضاء والقدر في نفوسهم، بمثابة الغُل في العنق، والقيد في الرجل، بحيث لا يتقصى أحد عنه، ولا محيص للناس منه، وهو مدفوع بقول النبي ﷺ في هذا الحديث: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز». والله سبحانه لم يخلق الخلق في الدنيا سدى مهملين مضيعين كالمكتوفين، بل خلقهم عاملين متحركين مختارين.
ومن أبطأ به عمله، لم يسرع به اتكاله على قضاء الله وقدره.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الإيمان بالقضاء والقدر على طريقة أهل السنة والأثر / " بطلان الاحتجاج بالقدر: المحتجون بالقدر حجتهم داحضة عند ربهم - [هل الإنسان مخيَّر أم مسيَّر؟] " - المجلد (1)