لا يجوز أن يحدث لليهود تسمية مبتدعة

وهب أن أصلهم (يعني اليهود) من كفار بني إسرائيل وعندهم التوراة، لكنه لا يجوز أن يحدث لهم تسمية مبتدعة غير تسميتهم التي سماهم الله بها لكون الاسم مشتقاً من السمة وهي العلامة، فلا يجوز إحداث تسمية يسمون بها ثم يتكلف بعض الناس حمل كلام الله على هذه التسمية المبتدعة وقد سماهم الله اليهود من لدن نزول التوراة، فقال - سبحانه -: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ – أي ويحكم بها الربانيون والأحبار - بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ﴾ فسماهم الله يهوداً من لدن نزول التوراة، كما قال – سبحانه -: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ٦٢﴾، فهذه هي تسميتهم الحقيقية لا التسمية المكذوبة المقلوبة فإن تسميتهم بها يعد من التبديل الذي قال الله فيه: ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / (فصل) (في تحريم تحريف القرآن بصرفه إلى غير المعنى المراد منه)