القرآن فيه نبأ ما قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم ما بيننا

ولسنا ننكر كون بعض الحوادث في هذا الزمان يتناولها شمول معنى الآيات فإن من صفة القرآن أنه نبأ ما قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم ما بيننا فمنه ما تأويله سيقع فيما بعد ومنه ما تأويله لا يقع إلا يوم القيامة، كقوله – سبحانه – ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ٥٣﴾ (من سورة الأعراف) وهذا التأويل هو ظهور أمر المغيبات جلية للعيان طبق ما أخبر الله عنه في القرآن جلية حين تحق الحقائق ويتجلى الرب للخلائق وتظهر الملائكة للناس وتبدو الجنة عياناً والنار عياناً، فعند ذلك ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ١٥٨﴾.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / (فصل) (في تحريم تحريف القرآن بصرفه إلى غير المعنى المراد منه)