مكن الله بني إسرائيل وملكهم الأرض لحسن استقامتهم

ثم أخبر - سبحانه - أنه إنما مكنهم وملكهم في الأرض لحسن استقامتهم في عبادة ربهم فكان الله وليهم وناصرهم على عدوهم، فقال – سبحانه -: ﴿نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ٣ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ٤ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ٥ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ٦﴾ (من سورة القصص). فأخبر – سبحانه أنه امتن على بني إسرائيل الذين استضعفوا في الأرض ألوفاً من السنين وكانوا مستذلين تحت سلطة فرعون والقبط يقتلون أولادهم ويستحيون نساءهم للخدمة حتى أنجاهم الله وأهلك عدوهم فجعلهم أئمة يقتدى بهم في الخير والصلاح والتوحيد والعدل وجعل فيهم النبوات والكتاب ومكنهم من الحكم في مشارق الأرض ومغاربها.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / (بداية تسمية اليهود باسرائيل)