بعض العلماء في هذا الزمان تسلطوا على القرآن بقلب حقائقه
لقد رأينا بعض العلماء في هذا الزمان قد ساءت أفهامهم فتسلطوا على القرآن بقلب حقائقه. حيث تصرفوا في صرف معانيه النازلة في بني إسرائيل الذين كانوا في زمن موسى وعيسى ابن مريم - عليهما السلام – فكانوا يتكلفون تطبيقها بصرف معانيها إلى اليهود حتى رأيت بعض من فسر سورة يوسف قائلا: إن اليهود الكفرة هم الذين ألقوا أخاهم في الجب وباعوه بثمن بخس وجاءوا آباءهم يبكون، ثم أخذ مهرف بما لا يعرف في هذا المعنى الذي عفا الله عنه، إذ هي سيئة تجاوز الله عنها وليس من شرط الأسباط العصمة وقد أثبت القرآن توبتهم واستغفار أخيهم لهم ﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ١٤١﴾. فالطعن فيهم أو نسبة اليهود إليهم هو من قلب الحقائق والتحريف لكلام الخالق.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / (بداية تسمية اليهود باسرائيل)