التعبير بالكفار يجمع اليهود والنصارى والمشركين
(إن) التعبير بالكفار يجمع اليهود والنصارى والمشركين، لكون أمم الكفر على اختلاف مذاهبهم أمة واحدة كما في قوله – سبحانه -: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ١﴾، فهذه الأسماء هي بمثابة السيماء والعلامات الدالة على من وضعت له فلا يجوز إبدالها بما لا أصل له في الشرع كإبدال اليهود بإسرائيل أو إبدال النصارى بالمسيحيين نسبة إلى اتباع المسيح، فإن هذا يعد من باب قلب الحقائق والتحريف لكلام الخالق، فإن من معنى التحريف المذموم هو صرف اللفظ إلى غير المعنى المراد منه، فإن النصارى بدلوا دين المسيح وخالفوه ولم يكونوا من أتباعه فتسميتهم بالمسيحيين خطأ في التعبير وتحريف للتنزيل، كما أن اليهود بدلوا دين موسى ودين إسرائيل وكفروا به ولم يكونوا من أتباعه ولا من أتباع إسرائيل، كما أنهم كفروا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وبالقرآن النازل عليه فازدادوا كفراً على كفرهم، فتسميتهم بإسرائيل هو خداع وتغرير، وتلبيس على أذهان الناس وإلا فإنهم قد كفروا بما أنزل على إسرائيل وقتلوا الأنبياء بغير حق فبراء منهم إسرائيل كبراءة إبراهيم من أبيه ﴿لَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ١١٤﴾.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل " / [خطبة الكتاب]