من ترك جمعة اسود ثلث قلبه
فيا جامعًا للدنيا وللأعمال الصالحة لم يجمع، ويا سامعًا للمواعظ وكأنه لم يسمع، إلى كم تتمادى في القبيح لا تبقي ولا تدع، إلى كم تتشاغل بدنياك عن الصلوات والـمساجد والجمع، أما علموا أن من ترك الصلاة عامدًا كان بذلك كافرًا، وأن من ترك جمعة اسود ثلث قلبه، فكيف بمن ترك ثلاث جمع، ومن لا تنهاه صلاته عن الفحشاء والـمنكر فهو بعيد من الله، ولو سجد وركع، ومن شرب الـمسكرات قسا قلبه، وقل الحياء من وجهه وانتزع، ومن شهد شهادة لا يعلمها، أو كتم شهادة يعلمها، فكأن ما بينه وبين الله قد انقطع، ومن قتل مسلمًا، أو أعان على قتله، أعد الله له في جهنم أشر البقع، فما حيلتك أيها العاصي في ذلك الـمجمع، إذا تجلى الجبار واطلع، ونادى الـمنادي: يا أهل الـموقف أجمع، أين من أغلق الباب وأسبل الحجاب وترك الصلوات، وشرب الـمسكرات، وارتكب الفواحش والبدع؟ أما علمت أن الله عليك قد اطلع؟
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (88) نموذج ثالث للخطبَة الأخيرة - المجلد (7)