الدنيا دار ابتلاء، لا يهذبها ويصفيها سوى الدين

الدنيا دار ابتلاء وامتحان وتمحيص للأعمال، كما أنها محفوفة بالأنكاد والأكدار، وبالشرور والأضرار، ولا يهذبها ويصفيها سوى الدين، وطاعة رب العالـمين، وكان النبي ﷺ إذا رأى شيئًا من زهرة الدنيا وزينتها، فأعجبه، قال: «اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة». يشير بهذا إلى أن الدنيا عيشها نكد، وصفوها كدر، حلالها حساب وحرامها عقاب، وأن العيش الصافي هو ما يلقاه الـمؤمنون في الجنة حين يقولون: ﴿وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَذۡهَبَ عَنَّا ٱلۡحَزَنَۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٞ شَكُورٌ ٣٤ ٱلَّذِيٓ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلۡمُقَامَةِ مِن فَضۡلِهِۦ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٞ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٞ ٣٥﴾ [فاطر: 34-35]. خذوا أهبة في الزاد فالـموت كامن فما عنه من منج ولا عنه عُندد فما داركم هذي بدار إقامة ولكنها دار ابتلاء وتزود أما جاءكم من ربكم وتزودوا فما عذر من وافاه غير مزود ينادي لسان الحال جدوا لترحلوا عن الـمنزل الغث الكثير التنكد أتاك نذير الشيب بالسقم مخبرًا بأنك تتلو القوم في اليوم أو غد
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (85) آخر العام ومحاسبة النفس على ما أسلفته من الأعمال - المجلد (7)